إعلانات

مدونة أعمال الفنانة رشا رزق إبدأ البزنس الخاص بك وابحث عن عمل لك من خلال المنزل

2012/11/04

معركة قطار

كانت الساعة الواحدة مساءً 
ها قد وصل أخيراً قطاري المتأخر ساعتين
فقد انتظرت 6 قطارات متأخرة تسبقه لا ادري أين كانت

وحين استقر القطار وبدأ الناس في الصعود
كانت العربة "5" هي العربة الوحيدة التي يصعد وينزل منها الناس
فكان التكدس فيها هائلاً

الناس بالخارج طفح بها الكيل .. ومن بالقطار اصابهم الملل الشديد
فهؤلاء يريدون أن يلحقوا القطار قبل ان ينطلق مرة أخرى
وهؤلاء لا يكادون يطيقون المكوث فيه 
باستغلال ضئالة حجمي استطعت النفاذ سريعاً إلى الداخل
وانتظرت إلى الباب المقابل إلى أن يهدأ الوضع فاجد مقعدي

كان التزاحم يشتد شيئاً فشيئاً واصحبت اسمع صرخات الاطفال في المنتصف
حتى أنني انتشلت فتاة من والدتها كادت تختنق، وحملتها إلى ان استطاعت والدتها شق طريقها إليّ
فحملت طفلتها وظلت تبحث عن اخيها الذي ضاع في الزحام حتى اخرجه لها احد الواقفون

مرت عشر دقائق ومازال الطريق مسدوداً
ولا استطيع ان اقول ان نصف الركاب قد غادروا لإن بعضهم كان لا يزال يعود لحمل بقية الحقائب !
بدأ القطار يهم بالتحرك وجن جنون الناس 
فبدأ من بالداخل يدفعون بكل قوة للامام 
فمكن كانوا على الباب يهمون بالدخول تناثروا إلى الخارج
كنت اخشى ان يسقط احدهم او تزل قدمه تحت القطار
فالقطار يتحرك بالفعل والناس قد علت اصواتهم وبدأ بينهم صراع مستعجل
واستمر ذاك "العجن" ما يقرب من ثلاثة دقائق اضافية حتى انطلق القطار اخيراً
وأكملتهم دقيقتين اخرتين بينما الناس يعيدون ترتيب انفسهم ويدخلون إلى مقاعدهم
وهكذا مكثت ربع ساعة كاملة بين محاولة دخولي من باب القطار وحتى وصولي إلى مقعدي 
أحمد الله أنني لم أكن من ضحايا هذه المعركة .. فقد كنت فقط شاهد عيان من قلب الحدث

لست أدري أي تنسيق هذا يجعل ركاب محطة واحدة يدخلون جميعهم من باب عربة واحدة
لو كانوا على الاقل بابين فقط لكانت تلك المشكلة ابسط كثيراً مما كانت عليه

والأغرب من ذلك أنني حتى وصولي إلى محطة رمسيس 
ورغم ان الرحلة تأخرت ساعة ونصف إضافية في طريقها
ليصل اجمالي الرحلة 8.5 ساعة بدلاً من خمس ساعات
إلا أنه لم يمر علينا كمسري ولم يسأل أحدهم عن التذاكر مطلقاً


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق