إعلانات

مدونة أعمال الفنانة رشا رزق إبدأ البزنس الخاص بك وابحث عن عمل لك من خلال المنزل

2014/01/25

الذكرى الثالثة .. لـ ...

مددت أطراف اصابعي لالتقط هاتفي من جواري وقمت بفتحه لأعرف ان الساعة اصبحت الواحدة ظهراً

يبدو انني استغرقت كثيراً في النوم فقد كانت ليلة جدالي "السياسية" طويلة بالأمس
وما قمت به من محاولات لاقناعهم بأن الاعلام يبث إليهم ما يريده 
بينما انا على الشبكة العنكبوتية اختار ما اريد معرفته ليس على عكس ما يتصورون من اخبار مفبكرة جميعها

لم اكن اود النهوض فانا اعلم تماماً ان الاخبار لن تسرني 
ولكن هذا الهدوء الشامل في وقت الذروة أثار فضولي بالقيام لأفتح "شراعات" الشباك لاتنسم هذا الهواء الجميل
فلم يكن الطقس حارا ولا بارداً وانما كانت اشعة الشمس صافية هذا اليوم

الشوارع هادئة تماماً وكاننا في قرية سياحية هادئة 
كنت أعلم أن محافظتي اقوى من تندلع فيها اية تظاهرات ولكن لم اتوقع بان تكون بهذا الهدوء !
ذهبت لأفتح القنوات التلفزيونية لاجد الاحتفالات في كل المحافظات
قلت هم دائماً كاذبون او على الاقل لا يغطون كل الفعاليات 
قمت بفتح "الحظيرة" قناة الرأي والرأي الآخر 
من المؤكد انها ستقوم بعرض كليهما وستقارن بين اعداد المحتفلين المحدودة واعداد الغاضبين الوفيرة
ولكنني صعقت بمشهد مصور من احد الهواتف لبعض مئات
مزنوقين في "حارة مزنوقة" ليست في المدينة على ما يبدو قد تكون عشوائية او حتى قرية ما
واخذوا يهتفون "في وادي تاني" بالشعارات المنددة بالنظام دون وجود تعليقات أخرى

حينها ارتسمت على شفتاي ابتسامة ساخرة
حيث اننا وصلنا للنهاية المحتومة التي لم يصدقني احد عندما قلتها

نزلت إلى الشارع بعد الرابعة لأمر بالمنفذ ثم الجمهورية ثم ميدان ام البطل
لاجد الاحتفالات بطول الشارع ما بين الاعلام والهتافات ومزامير السيارات

بما يشمل انتشار عربيات البوكس ودوريات الامن وبانرات "السيسي مستقبل وطن" المعلقة والموزعة

واعداد مؤيديه تفوق امكانية ان يكونوا مستأجرين
حتى هذه السيدة العجوز الفقيرة التي رايتها تحت الكوبري نهاية الجمهورية 
كانت تمسك بعلم مصر وترفرف به وهي سعيدة بمفردها

لم اعرف وقتها هل احزن ام افرح
هل اعيش الدور و"اعيش" حياتي 
ولا المفروض اني ادايق على تجاوز ما حدث من ظلم 
ام ان هذا الظلم كان ضرورياً لنصل إلى هذه المرحلة ؟
أمام من هددوا وتوعدوا وتصدروا المشهد ثم ادعوا انهم لا علاقة لهم بما يحدث 
أمام من ظنوا انفسهم محور القضية واستمروا على موقفهم حتى خسروا بقية التيارات الاسلامية نفسها
امام من استخدموا كل الوسائل الممكنة لتطهير انفسهم وتلويث غيرهم اعلامياً ونفسياً ويتعجبون من انقلاب الامر عليهم

نعم .. أعلم تماماً ان قاعدتهم من خيرة الشباب وأكثرهم وطنية 
ولكنها للاسف موجهة وليس لها قيمة امام تصريحات قياداتهم التي دانتهم اكثر منها نفعتهم
وبالكاد أقروا أخيراً أنهم اخطأوا سابقاً عندما دخلوا نفقاً مظلماً تصوروا انه يختصر لهم الطريق الى السلطة
ولكن .. لم يكن هذا النفق إلى طريقاً للفخ ووأداً لأهداف الثورة وتطلعاتها

ربما تظنون أنكم فقط أخطأتم اللعبة .. او خسرتم الجولة
ولكن للاسف فهذه لم تكن خسارة جولة فقط
وانما كانت خسارة معركة كاملة لم تكونو الخاسرين الوحيدين فيها

25 - يناير - 2014 
الذكرى الثالثة لنكسة 25 يناير وذكرى عيد الشرطة في انتصارهم على الاحتلال 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق